مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي، وكان من أعطر أهل مكة، وكانت له ملابس خاصة لا يشابه أحداً غيره. وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما رأيت بمكة أحسن لِمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير”.
إسلامه
أسلم خفية في دار الأرقم ومكث زمناً طويلاً لم يعلم بإسلامه أحد حتى بصر به عثمان بن طلحة فأخبر أمه فحبسته فاحتال عليها وخرج مهاجرا إلى الحبشة، ثم عاد ورجع إلى أمه فأرادت حبسه فحلف ليقتلن كل من تستعين به على حبسه فتركته وهي تتحدر منها دمعات على ابنها ثم دعاها إلى الإسلام فأعرضت عنه، ثم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة معلماً ومقرئً لهم حتى هاجر إليها عليه الصلاة والسلام.
ممن أسلم على يديه
أسلم على يديه من أسياد المدينة سعد بن معاذ، أسيد بن حضير.
الغزوات التي شارك فيها
شارك رضي الله عنه في غزوة بدر، وغزوة أحد وكان حامل اللواء فيها وقتل فيها، وقاتله ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمره أربعين سنة.
مما قيل فيه
روي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه كان صائماً وأُتي بطعام فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم بكى حتى ترك الطعام” (رواه البخاري).
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئاً، كان منهم مصعب بن عمير رضي الله عنه قتل يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :”غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الأذخر” (رواه البخاري).
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا قوماً يصيبنا ظلف (خشونة) العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصابنا البلاء اعترفنا ومررنا عليه فصبرنا، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حُلة مع أبويه ثم لقد رأيته جُهد في الإسلام جهداً شديداً حتى لقد رأيت جلده يتحشف (يتقلص)كما يتحشف جلد الحية.
قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآه قد لبس ثوباً مرقعاً: “ما رأيت بمكة أحسن لِمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير”.
المصدر
طريق الإيمان