post

في ظلال الهجرة النبوية

” لا تحزن إن الله معنا” آية قرآنية، وكلمة ربانية أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، نزل بها أمين وحي السماء جبريل عليه السلام، إلى أمين أهل الأرض، محمد صلى الله عليه وسلم، فبلغها ذلك أمته بسياقها السيري الكامل، ودلالاتها التاريخية المعبرة، ومضمونها الإيماني الخالد، عندما كانت هداية البشرية ممثلة في شخصه صلى الله عليه وسلم وشخصيته، وهو يحمل إلى الناس آخر كلمات السماء إلى الأرض، وختام الكتب المنزلة من عند الله، على يد خاتم النبيين…

كان ذلك ومحمد صلوات الله وسلامه عليه، وهو في طريقة إلى المدينة المنورة، بعد أن ضاق أكابر الشرك وكبراء مكة ذرعا بالدعوة الجديدة وقيمها ومثلها التي تقلب الجهل والجهالة على رؤوس أصحابها، لتحل محلها مثل الهداية والإيمان والنور والمساواة، بشعارات من قبيل: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” “ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى” . وصلت قافلة الدعوة ونور الهداية بسلام، وأشرقت شمس الإسلام على ربوع المدينة {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام: 115] وبلغ الدين ما بلغ الليل والنهار، واستظل بفنائه من شاء الله، .. وامتدت تلك الدعوة المباركة والحضارة الإسلامية السامية قرونا من الزمن أنتجت خلالها ما لم تنتجه أمة من الأمم في ظرف زمني قصير، فترجمت كتب الإغريق والفرس والرومان.. إلى العربية واختير منها الجزيل النافع من العلوم، واستخدم وطور وبني عليه وتوسع فيه، ورد ما سوى ذلك وضرب به عرض الحائط، وإن كانت تلك العملية لم تحدث بالصورة المثلى حيث تسربت من خلال ذلك أفكار منحرفة واتجاهات طفيلية في علم الكلام والقول بخلق القرآن… ولكن تم التغلب عليها واجتثاثها من منابتها

وسارت قافلة الحضارة الإسلامية بسلام، متعالية على أمواج البحر وزبد العداء للإسلام وأهله، إلى أن وضع المسلمون حبل السفينة على الشاطئ، ليستريحوا برهة من الزمن، أو يخلدوا قليلا إلى ما حققوا ويقطفوا ثمار ما زرعوا عاجلا، واستمر الحال على ذلك إلى أن كثر الاشتغال باللهو والمجون والغناء والجواري والقصور… فتخلت عنهم العناية الإلهية والمدد الرباني، لأن الملك الذي كان بين أيديهم لم يكن متاعا يورث ، وخصائص النصر والتمكين لم تكن من تلك الجينات التي تظهر في الابن المنحدر من السلالة الفلانية … وإنما هي عناية إلهية وتمكين من الله يأتي بمعادلة واضحة، يفقهها ويقدم عليها من أراد أن يوفي بالبيعة مع الله التي يستحق بها البائع رضا الله والدار الآخرة في الأساس، والعز والتمكين في الدنيا، بموجب اتفاقية: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111] .

وتمتد جوانب الصورة والمشهد الإسلامي القديم، ويتسع أفقه ليغطي حاضر المسلمين اليوم، وتصب مياه غزيرة في مختلف روافده المتشعبة، مما يستعصي على التناول في مثل هذه العجالة، إلا أننا لن نسدل الستار على بقية القصة قبل أن نقف مع محطات بارزة من خلال المشهد تحليلا وتعليقا:

أولا: المشهد الأول: والذي يتراءى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي وهو يقطع مسافة ستمائة كيلو متر على الإبل، من مكة إلى المدينة بينما هو في تستر عن القوم وأخذ بالحيطة في إعمال الأسباب، وهو الرسول المؤيد بوحي السماء والموعود بالنصر، والله قادر على أن يجعل ذلك النصر بجيش من الملائكة ، أو جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام، دون أن يتكلف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مشقة الكفاح وجهد الجهاد، ولكن الله شاء ولا راد لقضائه أن يجعل الرسول قدوة للمسلمين في مختلف نواحي حياة الناس، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وحتى لا يقول متقول تلك معجزة، وليس لدينا نبي حتى نحققها، فالاقتداء به صلى الله عليه وسلم فيما تبلغ جهودنا ويتلاءم مع خصائصنا وإمكاناتنا المعتادة..

ثانيا: المشهد الثاني والذي يظهر فيه تكتمه صلى الله عليه وسلم وهو يخرج في جنح الليل من البوابة الخلفية لدار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويأمر عبد الله بن أبي بكر أن يأتي إليهم ليلا بغنمه في الغار لشربوا من لبانها ويقص عليهم ما دار في قصة ملاحقة قريش، ويعفي أثره بآثار الغنم.. وكلها دروس وعبر في الحذر وأخذ الحيطة والتكتم على الأمور التي قد تلحق اضرارا بالدعاة والدعوة، ولها صورة أخرى وردت في القرآن الكريم مع أصحاب الكهف، في وصيتهم لصاحبهم الذي خرج ليحضر لهم من أطعمة تلك القرية التي عهدوها ظالمة، قبل نومتهم في الكهف قائلين له: ” {وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} [الكهف: 19] وصرحوا بالهدف من ذلك التكتم قائلين: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف: 20]، فالخياران الناجمان عن اكتشاف أمر الفتية الدعاة أصحاب الكهف من طرف أهل القرية أنهم سينكلون بهم ويقتلوهم، أو يردونهم عن الحق بالقهر والقوة والخسائر باهظة لكونها تصل مقاتل الدعوة فتقضي عليها بالقضاء على أهلها وتصفيتهم جسديا “يرجموكم” أو يقضي على حركتها وامتدادها الأفقي، فيكون ذلك قضاء عليها معنويا بإتلاف أهلها وإجبارهم على التخلي عنها..

ثالثا: المشهد الثالث الذي يبرز فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وقد دخل في غار ثور قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، ليمشطه ويتأكد من سلامته من أي شيء قد يؤذيه صلى الله عليه وسلم، ثم يدخلان على بركة الله، وأثناء منامه صلى الله عليه وسلم يلاحظ أبو بكر ثقبا في احد جوانب الغار فيسده برجله خوفا من أن يخرج منه شيء يؤذيه صلى الله عليه وسلم فتلدغه حية ويبقى صابرا صامدا حتى لا ينغص على محمد صلى الله عليه وسلم نومه…

إنه الفداء في أجمل صورة وأصدق مدلولاته ومعانيه، وحب الله ورسوله، بدرجة لم يحققها في بواكير الدعوة إلا الصديق رضي الله عنه، بل لا يسايرها أو يسير معها بواد إلا قولته لعمر الفاروق: أينقص الدين وأنا حي” ذلكم الصديق الذي صدق الله فصدقه الله، وعمر الفاروق الذي عمر الأرض عدله وزهده ، فعمر الله منه القلوب، ولئن سبق الصحابة الناس جميعا، بحيث لن يبلغ أحد مد أحدهم أو نصيفه، ولو أنفق جبل أحد ذهبا، فوعد الله ما زال قائما، وشروط التمكين والنصر لم تتغير {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] ودلالة الخطاب تكسب المقام والحال ظلالا من القرب والتخصيص أجدر أن تحرك النفوس وتستنهض الهمم إن لم تحلق بها، فاللهم اجعل فينا من يصدقك فتصدقه، وتدله على خطى الصديق وآثاره، ومن يعمر الأرض عدلا وطاعة، فيعمر بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ويخلد فتوحات خالد بن الوليد، لا من يخلد إلى الأرض ويتبع هواه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

post

مدينة الدرعية

جاء إدراج الدرعية في لائحة التراث العالمي خلال المؤتمر الدولي السنوي للجنة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو،كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى قديماعام 1157 هجريا — 17744 هجريا ، والدرعية اسم مكان نسب لأهله، فهي حَصن الدروع، والدروع قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت حجر والجزعة، ودعا أحد حكامها “ابن درع” ابن عمه مانع المريدي- من عشيرة المردة من بني حنيفة، للقدوم من عروض نجد شرق الجزيرة إلى مرابع وادي حنيفة، وسكن القادمون ما بين غصيبة والمليبيد، وبتاريخ قدومهم يؤرخ لتأسيس الدرعية عام 850هـ/1446م.

المصدر:
https://scth.gov.sa/Antiquities-Museums/InternationallyRegisteredSites/Pages/About_Dirirya.aspx

post

القدس الشريف

مدينة القدس: هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور. الموقع:تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم. التأسيـس:إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن “مليك صادق” أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ “يبوس” وقد عرف “مليك صادق” بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه “ملك السلام”، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو “أور شالم” بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا “صهيون” نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم “القدس” الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ “بيت المقدس” الذي هو بيت الله.

المصدر:
http://www.pnac.pna.ps/ar/index.php?p=main&id=96

post

مكة المكرمة

تقع أم القرى او بكة على السفوح الدنيا بجبال السروات التي تلتقي بجبال تهامة المحيطة بها، وضع أساسها خليل الله ابراهيم مع ابنه اسماعيل عليهما السلام في القرن التاسع قبل الميلاد غير أن لها منافذ سهلة تربطها بمدينة جدة على البحر الأحمر.هذا الموقع الذي جعل الله فيه مكة هو قلب العالم وسرته، ونقطة التقاء بين أطراف الدنيا ونواحيها كما أثبت ذلك العلم الحديث؛ فلذا وضع الله -سبحانه وتعالى- فيه بيته الحرام ليأتي إليه حاجين ملبين من كل أصقاع الدنيا، وكان ذلك شاقا على كثير من الناس لو كان الموقع في أقصى الدنيا شرقا أو غربا، أو شمالا أو جنوبا.فعن عبد الله بن عدي أنه قال -كما في سنن الترمذي-: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- واقفًا على الحَزْوَرة؛ فقال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت».

المصدر:
http://makkah.org.sa/site/index.php/tazeem/tazem3.html