عثمان بن عفان

اسمُه ونَسَبُه: هو أَبُو عبد الله وأبو ليلى عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف بن قُصيّ الْأمَوِي يلتقي مَعَ النَّبِي فِي عبد منَاف، لُقِّب بذِي النّورين لِأَنَّهُ تزوج ابنَتي النَّبِي رُقيّة ثمَّ أم كُلْثُوم رَضِي الله عَنْهُمَا، ومن ألقابه كذلك المُستَحي والمُستَحيا، كَانَ جميلاً طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه.[٩] مولده وصِفَتُه ووفاته: ولد عثمان – رضي الله عنه – بمَكّة، وكان من أوائل من أسلم، وهو ثالث الخُلفاء الرّاشدين، كان كريماً جواداً، جمع القرآن في عهده، قُتِلَ ظُلماً صَبيحة عيد الأضحى وهو يَقرأُ القرآن في بيته بالمدينة سنة خمسة وثلاثين للهجرة،[١٠] وقيل: استُشهِد يوم الجمعة في السّابع عشر من ذي الحجّة سنة خمسٍ وثلاثين للهجرة بالمدينة المُنوّرة، وكان عمره حينها ثمانية وسبعين سنة.[١١]

المراجع

رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6993، صحيح. ^ أ ب ت إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، الرياض: دار الراية للنشر والتوزيع، صفحة 8-15

عمر بن الخطاب

اسمه ونَسَبُه وإسلامه: هو عمر بن الخطاب بن نُفَيل بن عبد العُزّى بن رباح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب القُرَشي العَدَوي، أمّه: حنتمة بنت هاشم بن المُغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أسلم سنة ستّ من النبّوة وقيل سنة خمس،[٦] ويروي ابن عمر أنّ النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – قال: (اللّهم أعزّ الإسلام بأحبّ الرّجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام)،[٧] فكان أحَبَّهُما إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. صِفتُه ومولده واستشهاده: عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – هو أوّلُ من لُقِّبَ بأمير المُؤمنين، بَلَغَ في الشَّجاعة، والحَزم، والعَدل، والعِبادة، والعِلم، مَبلغاً عَظيماً، فُتِحَت في عَهده الفتوحات، وانتشر الإسلام، كان مولده بمَكّة المُكرّمة قبل الهجرة بأربعين سنةً، استُشهِد في المَدينة سنة ثلاثةٍ وعشرين للهجرة، حيث قتله أبو لؤلؤة المجوسيّ وهو يؤمّ في النّاس لصلاة الفجر.[٨]

المراجع

رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6993، صحيح. ^ أ ب ت إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، الرياض: دار الراية للنشر والتوزيع، صفحة 8-15

أبو بكر الصديق

اسمه ومولده: هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة، ولد في مكّة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستّة أشهر، تقول السّيدة عائشة رضي الله عنها: (تذاكر رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – وأبو بكر رضي الله عنه ميلاديهما عندي، فكان رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – أكبر من أبي بكر رضي الله عنه بسنتين ونصف).[٢] خَلْقُه وخُلُقه: كان أبو بكر – رضي الله عنه – أبيضَ نحيفاً، خفيفَ العارِضين، حليماً حَييّاً صادقاً، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: (ثلاثة من قريش أصْبَحُ قريش وُجوهاً، وأَحسَنُها أَحلاماً، وأَثبَتُها حَياءً، إِن حَدَّثوكَ لم يَكذِبوك، وإن حَدَّثتَهُم لم يُكَذِّبوك، أبو بكر الصديق، وأبو عبيدة بن الجراح، وعثمان بن عفان).[٢] منزلته في الإسلام: هو صاحب رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – وخليفته، كان – رضي الله عنه – من رؤساء قريش في الجاهليّة وأشرافهم وأهل مُشاورتهم، وكان مُحَبّباً فيهم، فلما جاء الإسلام آثره على ما سواه ودخل فيه أحسن دخول، وقد أسلم على يده عددٌ كبيرٌ من الصّحابة منهم خمسة من العشرة المُبشّرين بالجنّة،[٣] لقَّبَه رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – بالعَتيقِ لحُسْنِ وَجهِه، وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يحلف بالله أنّ الله عزّ وجلّ أنزل اسم أبي بكر من السّماء (الصِّديق)، وقال رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – ليلة أُسرِي به لجبريل: (إنّ قومي لا يُصدّقوني، فقال له جبريل: يُصدّقك أبو بكر وهو الصِّديق)،[٤] وهو أول من خاصم عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.[٥] وفاته: تُوفّي – رحمه الله ورضي عنه – في جُمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ليلة الثّلاثاء، وقيل: يوم الإثنين، وكانت خلافته سنتين ونصف تقريباً، وقد غسَّلَتهُ زوجته أسماء بنت عميس، بوصيته إليها، دُفِنَ مع رسول الله عند رَأسِه، ورأسُه بين كَتِفَي رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.[٢]
المراجع

رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6993، صحيح. ^ أ ب ت إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، الرياض: دار الراية للنشر والتوزيع، صفحة 8-15.

post

مظاهر الازدهار الاقتصادي في الدولة الأموية

شهد العصر الأموي ازدهاراً اقتصادياً كبيراً؛ بسبب الفتوحات الإسلامية الواسعة التي وسعت بشكلٍ أساسي بقعة الدولة الإسلامية، ووفرت معظم حاجات الناس الأساسية، ومما يدل على ذلك وجود عدد محدود من المراجع والمصادر التاريخية التي اهتمت وبحثت بموضوع الاقتصاد الأموي، مع العلم أن غالبية الدراسات اهتمت بالجانب الفقهي من الناحية الاقتصادية، وليس الأحوال المالية، ومقدار ميزانية الدولة بعينها. الطريقة المثلى والأساسية المستخدمة لمعرفة الأحوال والأوضاع الاقتصادية في العصر الأموي هي دراسة مستوى معيشة الأفراد، ومظاهر الازدهار الاقتصادي الذي عمَّ البلاد آنذاك، وبشكلٍ عام فإن الاقتصاد الأموي كان متسعاً ومزدهراً إلى حدٍ كبير؛ لأن الدولة الأموية استطاعت أن تُسيطر على غالبية الطرق التجارية الموجودة في العالم القديم، وسيطرت على حركتها التجارية أيضاً، وتمكنَّت من احتواء العديد من المراكز الصناعية والزراعية.

بعد أن سيطرت الدولة الأموية على بلاد المغرب العربي ومصر استطاعت أن تحقق بعض الصناعات الأساسية التي كانت معروفة ومشهورة في العهد البيزنطي، مما مكَّنها من صناعة الأقمشة المختلفة، وصبغها بألوان عدَّة؛ أهمها: اللون الأرجواني، إضافةً إلى أنّ سكان الدولة صنعوا ورق البردي بغرض الكتابة. عندما توسعت الدولة الأموية وازدادت رقعتها فُتحت مجموعة من الأسواق الجديدة التابعة لها، فبدلاً من تصدير القمح من مصر إلى القسطنطينية أصبح يُصدَّر إلى منطقة الحجاز، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مجموعة من المناطق حتى ازدهر النشاط الاقتصادي الأموي، ووصل إلى أراضٍ كبيرة ممتدة من مصر وجنوب شرق الدولة. كما ذُكر في كتب التاريخ فإن الدولة الأموية اشتهرت بمجموعة من الصناعات الحربية والعسكرية؛ مثل: الخوذ، والحراب والسيوف، كما شهدت المدن الساحلية؛ مثل: دمياط، ورشيد، والإسكندرية، وعكا، وصيدا، وبيروت صناعة سفن القتال الحربي، وعُرِفَت آنذاك الصناعات الخشبية للعمارة، وصنع أثاث المنزل، والصوف، والقطن، والحرير، والكتان.

تميزت الدولة الأموية بنشاطها التجاري في مناطق وأماكن مختلفة؛ لأنها لم تفرض أي قيود بين ولايات الدولة نفسها، أو بينها وبين الدول التي تجاورها، كما أنها لم تحتكر البضائع التجارية لها، وحافظت على القوانين التجارية التي كانت موجودة في عهد الخلافة الراشدة. كان للدولة الأموية طريقان أساسيان للقوافل التجارية؛ الأول تعبر فيه السفن من خلال البحر حتى تصل مضيق باب المندب، فإما أن تستمر في الإبحار عبر البحر الأحمر حتى تصل ميناء القلزم-السويس فتضع بضائعها هناك، وتنقلها عبر القوافل البرية إلى الموانئ المختلفة، أو أن تضع بضائعها في اليمن حتى تنقلها براً من خلال ساحل شبه الجزيرة العربية، بينما كانت السفن تمر في الطريق الثاني من خلال الخليج العربي حتى تفرغ حمولتها وبضائعها في ميناء يُسمى الأيلة يقع بالقرب من البصرة.

post

العرب قبل الإسلام

كانت حالة العرب قبل الإسلام حالة مزرية في جميع جوانبها، فقد لاقت الأفكار والعقائد الضّالة بظلالها القاتمة على حياة النّاس؛ حيث تنكّب الكثير الصّراط المستقيم فابتدعوا أفكارًا وسلوكيّات ما أنزل الله بها من سلطان، وقد عكست مظاهر حياتهم حالة التّردي الأخلاقيّ، والفكريّ، والعقدي الذي وصلوا إليه.

من الناحية العقديّة

من النّاحية العقديّة ضلّت قبائل العرب عن دين التّوحيد فابتدعت أصنامًا تعبّدها من دون الله تعالى، وقد كان مذهب العرب قبل الإسلام يقوم على عبادة هذه الأصنام بزعم أنّها تقرّبهم إلى الله وتشفع لهم عنده، وعندما دخل المسلمون مكّة المكرّمة وجدوا حول الكعبة ما يقارب من ثلاثمئة صنم مثّلت الفترة السّوداء في حياة العرب العقديّة قبل الإسلام، ولم تعرف جزيرة العرب إلاّ قلّة من النّاس الذين كانوا على دين المسيح عليه السّلام أو على دين الحنيفيّة السّمحاء، كما انسحب الضّلال العقدي على سلوكيّات كثيرة في حياة العرب فقد علّق بعضهم التّمائم اعتقادا منهم أنّها تدفع عنهم الشّرّ والحسد، كما تعاملوا بالأزلام والطّيرة وغير ذلك من الأفعال الشركيّة وعظّموا أمر العرّاف والكهانة؛ حيث كانوا يُعظّمون أصحابها ظنًّا منهم أنّهم يعلمون الغيب، كما كانوا يلوذون بالجنّ ويحسبون لهم ألف حساب إذا هبطوا واديًا؛ حيث كان يقول قائلهم نعوذ بسيّد هذا الوادي وفي ذلك نزل قوله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا ) [الجنّ:6] .

من الناحية الأخلاقيّة

أمّا من ناحية الأخلاق فقد عرف العرب قبل الإسلام بعض الأخلاقيّات والفضائل كالكرم، والجود، والنّخوة العربيّة، فقد اشتهر عن كثيرٍ من العرب إكرام الضّيف والإحسان إليه، كما اشتهر عنهم إكرام الوافدين إلى بيت الله الحرام، وقد كانت الزّعامة على الرّفادة والسّقاية للحجّاج محل نزاعٍ بينهم وتنافس لما فيها من السّمعة الطّيبة، والشّرف العظيم، ومع ذلك فقد عرف العرب كثيراً من الأفعال المشينة، والأخلاق الذّميمة، فقد أباح العرب الزّنا؛ حيث كانت للزّانيات بيوتٌ خاصّة براياتٍ يعرفن بها، كما عظّم العرب أصحاب الجاه والمال على حساب الفقراء والضّعفاء الذين كان يستعبدوا ولا يأبه لهم، كما أهان العرب المرأة فحرموها من ميراثها وعاملوها معاملة المتاع، كما كان عددٌ منهم يشعرون بالعار؛ إذا رُزِق أحدهم مولوداً أنثى فيسودّ وجهه وربّما وارى هذا المولود البريء في التّراب .

من النّاحية الفكريّة والأدبيّة

أمّا من النّاحية الفكريّة والأدبيّة فقد اشتهر العرب بالبلاغة والأدب وفصاحة اللّسان، واشتهر عنهم عقدهم لمجالس الشعر وأسواقها فالمعلّقات السّبع وأسواق عكاظ وذي المجنّة إلاّ مثالاً على ذلك، وقد جاء الإسلام ليهذّب أخلاقهم ويطهّر ألسنتهم من الكلام البذيء والفحش والتّفحش .

post

مراحل نشأة الدولة الإسلامية

ظلّ النبي عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، وترك ما هم عليه من الضلالات والشرك، فآمن به عددٌ من الرجال والنساء الذين شكلوا معه عليه الصلاة والسلام جماعة أخذت على عاتقها نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة، وبذل الجهود من أجل تحقيق هدف إقامة الدولة الإسلامية.

مراحل نشأة الدولة الإسلامية

تمّ تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد عرف المسلمون أول شكلٍ للدولة الإسلامية عندما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث وضع النبي الكريم أولى ركائز الدولة الإسلامية حينما دعا إلى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لتأليف قلوب المسلمين بعضهم البعض، كما وضع معاهدةً بين المسلمين وغيرهم في المدينة المنورة من اليهود، وبدأ بإرسال الرسل إلى الملوك والحكام لنشر رسالة الدولة الإسلامية.

الدولة الإسلامية الثانية

بدأت هذه المرحلة من تأسيس الدولة الإسلامية في السنة الحادية عشر للهجرة، فقد توفي النبي عليه الصلاة والسلام ولم يعهد لأحدٍ من الصحابة بشيءٍ من أمر الخلافة والحكم، وإن كان بعض العلماء استأنسوا ببعض الأحاديث في بيان أحقية أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة دون غيره لأفضليته في الإسلام وصحبته، ولقد ظهرت حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في ترك الوصية في أنه أراد أن يثبت مفهوم الشورى بين المسلمين، ولذلك بعد وفاته عليه الصلاة والسلام اجتمع الصحابة والمسلمون في سقيفة بني سعادة، حيث استقر رأيهم بعد نقاشاتٍ وسجالاتٍ على اختيار أبي بكر رضي الله عنه لتبدأ بذلك مرحلة الدولة الإسلامية الثانية التي تعاقب على حكمها أربعةٌ من الخلفاء الراشدين الذين حكموا بسنة النبي الكريم وهديه، وقد استمرت تلك الخلافة ثلاثين عاماً من سنة 11 للهجرة إلى سنة أربعين للهجرة، وأصبح للدولة الإسلامية فيها نظامها الإجتماعي، والإقتصادي، والسياسي، والتنظيمي المستند على أحكام الشريعة الإسلامية وتعاليمها.

تتابع الدول الإسلامية وانتهائها

نشأت بعد دولة الخلافة الراشدة دولٌ إسلامية توارث فيها الحكام السلطة عن بعضهم البعض، وأول هذه الدول هي الدولة الأموية التي ابتدأت منذ عام 40 للهجرة وانتهت سنة 132 للهجرة، لتعقبها الدولة العباسية التي بدأت منذ العام 132 للهجرة واستمرت إلى سنة 656 للهجرة، ثم تتابعت بعدها العديد من الدول التي ظهرت في مناطق مختلفة من العالم، ثمّ أخيراً جاءت الدولة العثمانية التي حكمت منذ العام 1300 للميلاد واستمرت حتى سنة 1923 حينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة واستبدلها بجمهورية تركيا القومية.

post

أسباب الهجرة النبوية الشريفة

أدرك النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومنذ أن بعثه الله جلّ وعلا بالرّسالة أنّه سوف يتعرّض للأذى والتّهجير، فقد جاء ورقة بن نوفل ابن عمّ السّيدة خديجة رضي الله عنها إلى رسول الله حينما نزل الوحي عليه في غار حراء فأخبره مطمئناً أنّ ذلك هو النّاموس الذي أُنزل على موسى عليه السّلام وأخبره أنّ قومه سوف يخرجونه من مصر كما تعرّض لذلك الأنبياء من قبله. كذلك أدرك النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه مهاجرٌ من مكّة حينما أراه الله في منامه دار الهجرة، وقد تحقّقت تلك الرّؤيا على أرض الواقع حينما هاجر النّبي الكريم والمسلمون من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة بعد عشر سنواتٍ قضوها في الدّعوة إلى الله تعالى ونشر رسالة الإسلام، فما هي الأسباب التي دعت إلى الهجرة النّبويّة المشرّفة ؟

أسباب الهجرة النّبويّة الشريفة

هناك أسباب كثيرة للهجرة ومنها:

  • الأذى والتّنكيل الذي تعرّض له النّبي عليه الصّلاة والسّلام والمسلمون في مكّة المكرّمة، فالدّعوة الإسلاميّة في الفترة المكّيّة مرّت بمراحل عدّة ابتداء من الدّعوة السّريّة إلى الدّعوة الجهريّة خاصّة عندما أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، وتعرّض المسلمون في تلك الفترات إلى كثيرٍ من التّضييق عليهم من قبل كفّار قريش والتّهديد بالقتل والتّعذيب، فها هو الصّحابي الجليل بلال بن رباح يضعه الكفّار في رمضاء مكّة ويضعون على جسده الحجارة في ذروة اشتداد الحرّ. كما أن النّبي الكريم لم يسلم من هذا الأذى، ومثالٌ على ذلك ما فعله أحد كفّار قريش حينما كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يصلّي عند الكعبة حيث وضع على رأسه وهو ساجد سلا جزور، فجاءت السّيدة فاطمة رضي الله عنها فأزالت عنه ذلك الأذى، فما تعرّض له المسلمون من شدّة في مكّة المكرّمة وتضييق كان دافعاً لهم بلا شكّ للهجرة إلى المدينة المنوّرة.
  • مبايعة الأنصار للنّبي عليه الصّلاة والسّلام على النّصرة والتّأييد لهذا الدّين، فقد عقد النّبي الكريم مع أهل المدينة قبل هجرته بيعتان هما بيعة العقبة الأولى والثّانية والتي مهّدت لحدث الهجرة، ولقد شجّع ذلك الأمر النّبي عندما رأى أناساً مستعدين لبذل أموالهم ونفوسهم رخيصةً في سبيل نصرة الدّين وإعلاء كلمة الإسلام، وقد تحقّق التّمكين للمسلمين في المدينة المنوّرة حيث استطاعوا تأسيس نواة الدّولة الإسلاميّة الأولى التي أصبح لها جيشها وقوّتها الرّادعة للمعتدين، فنزلت الآيات الكريمة تأذن للمسلمين بالقتال.
post

الدولة الأموية -2-

أبرز خلفاء وقادة الدولة الأموية

  • خلفاؤها ثمانية هم: يزيد بن معاوية، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، ومعاوية بن أبي سفيان، والوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الملك.
  • من أبرز القائدين فيها: القائد حسان بن النعمان، والقائد قتيبة بن مسلم الباهلي، والقائد عقبة بن نافع الفهري، والقائد موسى بن نصير، والقائد محمد بن القاسم الثقفي، والقائد طارق بن زياد.

سقوط الدولة الأموية

العوامل التي ساهت في سقوط الدولة الأموية:

  • ابتعاد الدولة الأموية عن التشريع الإسلامي في الحكم.
  • نظام ولاية العهد الذي يعتمد على تعيين اثنين من ولاة العهد، ممّا أدّى إلى خلق الصراعات والانشقاقات في الدولة.
  • ظهور العصبية القبليّة، وعداوة القبائل العربية ضدّ بعضها.
  • ظهور الدولة العباسيّة.
  • معارضة بعض من الفرق الإسلامية للدولة الأموية، مثل: فرقة الخوارج.

معلومات عامة عن الدولة الأموية

  • بلغت مساحة أراضيها 13.400.000 مليون كيلومتر مربع، حيث إنّها تشكّلت من ست وأربعين دولة. عملتها الرسمية هي الدينار، والدرهم الأموي. من العام 744م إلى العام 661م كانت عاصمتها مدينة دمشق ، ومن العام 750م إلى العام 744م أصبحت عاصمتها مدينة حران. نظام الحكم فيها خلافي وِراثي. من الفتوحات التي أنجزتها الدولة الأموية: بلاد ما وراء نهر جيجون، وجزيرة قبرص، وبلاد السند، وجزيرة رودس اليونانية، وبلاد الأندلس، وجزيرة كريت، ودول شمال قارة أفريقيا، وآسيا الصغرى.
post

الدولة الأموية -1-

تنسب الدولة الأمويّة إلى بني أمية الذين استلموا الخلافة الإسلامية الثانية، ومؤسّسها هو معاوية بن أبي سفيان، وبدأ حكمها من العام 41 هـ/661م، وانتهت في العام 132هـ/ 750م، وفي نفس العام بدأت الخلافة الإسلاميّة الثالثة وهي الخلافة العباسيّة.

أسباب قيام الدولة الأموية

قامت الدولة الأمويّة في العام 41 هـ بعد تنازل الخليفة الحسن بن علي عن الخلافة إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وذلك من أجل حقن دماء المسلمين وتوحيد كلمتهم بعد ما وقعت العديد من المعارك والأحداث، فقيام الدولة كان قمعاً لأصحاب الفتنة، ومن الأسباب الأخرى:

  • تفاقم المشكلات في جسم الدولة الراشديّة وضعفها، حيث حدثت فيها الكثير من الانقسامات بين المسلمين.
  • ظهور الفتن والخلافات التي اشتعلت أيّام حكم الخليفة عثمان بن عفان التي تسبّب في مقتله في العام 35هـ، وبعدها مجيء حكم الخليفة علي بن أبي طالب الذي لم يستطع السيطرة على الفتن والنزاعات.
  • ظهور الخوارج ونشر الفساد في البلاد.

التطوّرات والإنجازات في عهد بداية الدولة الأموية

 

  • رجعت حركة الفتوحات الإسلاميّة من جديد.
  • أصبحت مدينة دمشق عاصمة للدولة بدلاً من الكوفة.
  • استعاد المسلمون أراضي أرمينيا. تطور ديوان البريد،
  • وأنشأ ديوان الخاتم.
  • إلغاء نظام مجلس الشورى.
  • تأسس نظاماً للشرطة.
  • السكان في الدولة الأموية

  • حسب إحصائيات عام 750م بلغ عدد سكانها 34,000,000 مليون نسمة، ويتحدّث سكانها اللغة العربية التي تعتبر اللغة الرسمية في الدولة، بالإضافة إلى عدد من اللغات المحليّة الخاصّة ببعض الأقليات كاللغة الكرجيّة، والآراميّة، والأمازيغيّة، والأرمنيّة، والعبرانيّة، والتركيّة، والكرديّة، والروميّة، والفهلويّة، والقبطيّة، والمستعربة. أمّا ديانة السكان فكان الدين الإسلامي هو دين الغالبية، ويوجد بعض الأقليات التي تدين بالديانة الصابئية، والديانة المسيحيّة، والديانة المجوسية، والديانة اليهودية.
post

مدينة سلا

تقع مدينة سلا في المملكة المغربية، حيث تعتبر عاصمة العمالة المسماة بالاسم ذاته، كما وتقع على ضفة نهر أبي الرقراق الشمالية، قرب المصب على المحيط الأطلسي. تحيط بمدينة سلا عدة مناطق هامة منها مدينة الرباط من جهتها الجنوبية، ومنطقة الخميسات من جهتها الشرقية، ومنطقة القنيطرة من جهتها الشمالية، أما من جهتها الغربية فتطل المدينة على مياه المحيط الأطلسي. بحسب أقوال المؤرخين فإن ازدهار مدينة سلا يرجع إلى عهد الموحّدين في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث كانت في ذلك العهد في عز قوتها، وازدهارها، إذ أقيمت فيها عدة منجزات هامة منها المسجد الأعظم. كما مرت مدينة سلا بفترة أخرى كانت فيها في أوج قوتها وهي فترة المرينيين. وقد نالت مدينة سلا المغربية أهمية كبيرة خلال التاريخ الإسلامي، حيث استمدت هذه الأهمية من موقعها الجغرافي كونها كانت نقطة وصل بين عدد من العواصم الإسلامية، والمدن آنذاك، كما كانت مركزاً تجارياً هاماً بسبب احتوائها على ميناء بحري.

المساحة والسكان

تبلغ مساحة المدينة قرابة الخمسة وتسعين كيلومتراً مربعاً، أما تعدادها السكاني فيقدر بحوالي تسعمئة ألف نسمة تقريباً بناءً على أرقام العام ألفين وسبعة ميلادي. هذا وتلقب المدينة بالعديد من الألقاب منها: مدينة الشموع، ومدينة القراصنة، ومدينة الأولياء، ومدينة السبعة أبواب. تضم مدينة سلا عدداً من الأحياء الهامة نذكر منها: حي الملاح وهو حي يهودي اتخذ منه اليهود قبل أن تسقط غرناطة الأندلسية مستقراً لهم، وحي القساطلة والذي استقرت فيه عدة أسر ترجع في أصولها إلى الأندلس، إلى جانب عدد من الأحياء الأخرى كحي الرمل، وبطانة، وسعيد حجي، والرابلية، واشماعو، والسلام، وسيدي موسى، ومولاي إسماعيل، والأمل، وكريمة، والانبعاث، وتابريكت، والمدينة العتيقة، والعديد من الأحياء الأخرى الهامة.

التاريخ

لمدينة سلا أيضاً عدد من الأبواب التاريخية مثل: باب لمريسة، وسبتة، وشعفة، وبوحاجة، وجديد، ومعلقة، والخميس وغيرها، كما وتضم عدداً من الأبراج كبرج الدموع، وباب سبتة، والروكني، والملاح، والبرج المثمن. صارت مدينة سلا مقصداً سياحياً هاماً ورائجاً بسبب هذه المعالم الهامة، والعديد من المعالم التاريخية الأخرى، حيث تستطيع هذه المدينة اجتذاب أعداد كبيرة من السياح من كافة مناطق العالم، ومما زاد من أهميتها السياحية بشكل كبير تواجد المرافق السياحية المميزة والتي تستطيع أن تخدم هذه الأعداد من السياح والزوار.

أشهر الصناعات

تنتشر في مدينة سلا عدة صناعات تقليدية منها الدباغة، وصناعة الفخار، وصناعة الحصر، وفن الزليج والذي يشيع في النمط المعماري لهذه المدينة، حيث نال هذا الفن أهمية كبيرة وإعجاباً لا نظير له من قبل الناس منذ زمن المرينيين.

 

 

المصدر موقع موضوع