الصفحة الرئيسية › المنتديات › المنتدى العام › كيف نكتب التاريخ الإسلامي ؟
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات by غير معروف.
-
الكاتبالمشاركات
-
15 نوفمبر، 2017 الساعة 3:14 م #6025غير معروفغير نشط
هناك عدة ملاحظات في أكثر من اتجاه، تجعلنا نلح على ضرورة إعادة كتابة التاريخ الإسلامي: * فإذا نظرنا إلى المصادر الإسلامية القديمة، نجد فيها ذخيرة ضخمة من الأخبار والوقائع والروايات، تصلح زاداً للمتعمق، ولكنها – بصورتها الراهنة – لا تصلح للقارئ المتعجل الذي يريد خلاصة جاهزة ممحصة، سهلة الاستيعاب والهضم..
* وإذا نظرنا، من ناحية أخرى، إلى معظم المراجع الحديثة المتأثرة بالمنهج الاستشراقي، نجدها مكتوبة بصورة جذابة مغرية بالقراءة من ناحية الشكل، ولكن عيبها من الناحية المنهجية أن أغلبها بعيد عن الأمانة العلمية الواجبة، ملون تلويناً لتحقيق هدف معين، تكنّه صدور لا تحب الخير لهذا الدين.
* وسواء أكانت هذه المراجع من تأليف المستشرقين مباشرة، أو من تأليف تلاميذهم، فإن هذا العيب المنهجي الخطير يجعل مراجعهم غير صالحة للاستمداد منها، ويجعل إعادة النظر فيما تناولته من وقائع وتفسيرات – أمراً بالغ الأهمية..
* وهناك عيب رئيسي آخر في تلك الكتابات والمناهج بصفة عامة هو التركيز على التاريخ السياسي للمسلمين على حسساب نجقية مجالات الحياة الإسلامية: العقَدية والفكرية، والحضارية، والعلمية والاجتماعية..
إلخ، وذلك يعطي صورة مشوهة ممسوخة! وذلك أن تقسيم التاريخ إلى مراحل سياسية، والحديث عن كل مرحلة، كأن هناك حدوداً فاصلة في مجرى التاريخ كله تفصل بين عهد وعهد، وتجعل كل عهد قائماً بذاته – هذا المنهج يقطع التواصل التاريخي بين أجيال هذه الأمة، كأنما لم تكن أمة واحدة متصلة، وكأنما لم تكن بالذات هي (الأمة الإسلامية).
* وأمر آخر من أمور الدلالات التاريخية نفتقده حين يغيب عنا المنهج الصحيح لدراسة تاريخ الأمة الإسلامية هو: علاقة أوضاع هذه الأمة – في خصوصيتها التي أخرجها الله من أجلها – بأوضاع البشر على اتساعها..
-5-
ولذلك فحين نعيد كتابة التاريخ الإسلامي ينبغي أن نوجه انتباهنا إلى أن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تُحكى، ولا هو مجرد تسجيل للوقائع والأحداث..
إنما يدرس التاريخ للعبرة، ويدرس للتربية.
وكل أمة تصوغ تاريخها بحيث يؤدي مهمة تربوية في حياتها.
وهذا ما نفتقده في الكتابات المعاصرة لتاريخنا!، التي تشتت ولاء المسلم وتجعله متذبذباً بين الإسلام وتلك الجاهليات التي يبعثها المستشرقون..
فينبغي – إذن – كتابة التاريخ الإسلامي بحيث تؤدي مهمة تربوية في تخريج أجيال مسلمة تعرف حقيقة دينها وتتمسك به، وتعمل على إحيائه في نفوسها وفي واقعها..* وفي سبيل تحقيق هذا الهدف التربوي علينا أن نبرز جملة من المعاني في تاريخ الأمة الإسلامية، لا نجدها بارزة المعالم في كثير من الدراسات المستحدثة على وجه الخصوص:
1 – أن التوحيد هو النعمة الكبرى التي أضفاها الله على هذه الأمة، وهو الهدف الأكبر الذي أُخرجت هذه الأمة من أجله، وكُلفت بنشره في الأرض، التوحيد بمعناه الكامل الشامل الذي يعمل في مساحة واسعة تشمل الحياة كلها.
2- يجب أن نتبين من دراسة التاريخ أن التوحيد حركة تحريرية شاملة للإنسان كله، وللحياة من كل جوانبها..
وأنه الذي أنشأ أمة فريدة في التاريخ تجتمع على أساس العقيدة، التي تليق أن يجتمع الناس حولها وعليها.
3- وأن نتبين كذلك أن حركة الفتح الإسلامي كانت حركة فريدة تختلف عن كل الحركات التوسعية في تاريخ الأمم كلها، من حيث الهدف والآثار. -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.