الصفحة الرئيسية المنتديات المنتدى العام منهج المؤرخين المسلمين في التأليف

  • This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات by غير معروف.
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #6024
    غير معروف
    غير نشط

    الواقع أن اهتمام المؤرخين الغربيين والمستشرقين في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية كبير، ولكنه يأخذ منطلقات خاصة، وقد اهتموا بالكتابة في هذه الموضوعات وتحليل أحداثها وسرد تواريخها ولكن لما كانت خلفيتهم العلمية قائمة على دراسات علمانية ومرتكزات مسيحية أو يهودية، فإن اهتمامهم بتاريخ الإسلام لا يمكن فصله عن هذه الخلفيات، فضلاً عن أن الدارس لتاريخ معين أو لتراث معين لكي يقدم حقائقه متكاملة لابد أن يكون قد تشربه ونشأ في محيطه حتى يدرك كثيراً من حقائقه التي لا تؤخذ بالعلمية المجردة ولذلك تجد الفارق كبيراً بين كتابات هؤلاء وما خطه المؤرخون المسلمون، ذلك إن اهتمام الباحث الغربي في تاريخ الإسلام تناول الأحداث كحقائق علمية مجردة فتأثرت تخريجاته واستنتاجاته إلى حد بعيد بخلفية نشأته العلمية والحضارية ولذلك فهو لا يهتم بالقضايا ذات الخصوصية لدى المسلمين والتي لا يكون الخوض فيها لائقاً من ناحية مكانة أصحابها وخاصة ما يتعلق بشخصية الرسول الكريم عليها أفضل الصلاة وأتم التسليم وأصحابه الميامين.
    كذلك فإن كثيراً من الباحثين والدارسين من المسلمين في العصر الحديث اهتموا بالكتابة في مجلات عسكرية وسياسية ومن قام بدراسة الحضارة الإسلامية تناولها في بعض الأحيان من وجهة نظر الخاصة، وقد قرأت لكتاب يكتب في تاريخ الخلفاء الراشدين، يتحدث عن الجيوش الإسلامية بأنها جيوش عربية وكيف أنها حققت انتصارات على الفرس والروم، ولم يتناول الموضوع من زاوية الإسلام التي هي أكثر شمولاً ومن أجلها خرج أولئك المجاهدون رغم أنه تخصص في التاريخ وأصبح مسئولاً في كتابة التاريخ الإسلامي وحسب.
    في حين أن بعض المؤرخين المسلمين القدامى قد خصص كتابات في الحضارة الإسلامية أوردوها من خلال كتاباتهم أو أفردوا لها أبحاثاً مستقلة تناول فيها عصراً من العصور ومنهم من كتب في حضارة الإسلام بصفة عامة من هؤلاء المؤرخ الإسلامي المقريزي (766-845 هـ)

    كتاب عن المؤرخين المسلمين

    والحقيقة أن ما خطه المؤرخون القدامى فاق كل تقدير، ولفت نظر كل الباحثين الغربيين فقد لاحظوا المؤلف الإسلامي يكتب في كل علم بمقدرة فائقة، فقد أحصيت مؤلفات الإمام جلال الدين السيوطي فكانت 725 عدداً، ووصف بأن الكتابة كانت يسيرة عليه غير عسيرة فقد حرر في اليوم الواحد عدداً من الكراسات مع قيامه بالتدريس والإملاء، وورد أنه كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفاً وتحريراً[5].
    وإنه حين شرع في تأليف كتابه (حسن المحاضرة) طالع كتباً عديدة، زادت عن الثلاثين كتاباً منها الخطط للمقريزي وتاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر لمحمد بن الربيع، والإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر، وطبقات الشافعية وغير ذلك[6] وقد أوفى السيوطي أو كاد أن يؤلف في كل علم كتاباً ويخرج في كل فن تصنيفاً إلا المنطق والحساب فقد ذكر أن الحساب استعصى عليه، وأنه من العذر دراسة المنطق[7].
    والواقع فإن فضل هذا العالم والمؤرخ واسع وكبير في حفظ التراث الإسلامي، وخاصة وهو يكتب في العهد المملوكي الذي ذخر بكثير من التقلبات السياسية المقترنة بأمزجة الحكام، وتداخلت عوامل كثيرة في مناهضة العلماء أو توجيه كتاباتهم بطريقة خاصة.


    المصدر

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.