مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #6027
    غير معروف
    غير نشط

    لا ريب أن علم التاريخ بدأ مع بداية وجود المجتمع الإنساني نفسه منذ بدأ الإنسان يسجِّل مظاهر حياته بشكل أو بآخر، مبتكرًا بذلك مجالاً جديدًا لمعرفة الإنسان بذاته. ولا شَكَّ أن هذا النمط المعرفي قد جاء تلبيةً لحاجات اجتماعية فَرَضَتْ نفسها منذ البداية على الجماعات الإنسانية، ومِن ثَمَّ من الجائز أن نُقَرِّرَ أن للتاريخ وظيفة اجتماعية؛ من حيث إنه يُلَبِّي حاجة الجماعة البشرية إلى معرفة ذاتها.

    كتاب البداية والنهاية

    يقول ابن خلدون: “فإن فنَّ التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال، وتشدُّ إليه الركائب والرحال، وتَسْمُو إلى معرفته السُّوقَة والأغفال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال. وتتساوى في فهمه العلماء والجُهَّال؛ إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبارٍ عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأُوَل، تنمو فيها الأقوال، وتُضْرَبُ فيها الأمثال، وتطرف بها الأندية إذا غصَّها الاحتفال، وتؤدِّي لنا شأن الخليقة كيف تقلَّبت بها الأحوال، واتَّسع للدول فيها النطاق والمجال، وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال. وفي باطنه (أي في باطن علم التاريخ للمتبحِّرِينَ) نظرٌ وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعِلْـمٌ بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق؛ فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعَدَّ في علومها وخليق”.

    تعريف علم التاريخ
    وقد جاء في تعريف علم التاريخ أنه:”معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم، ورسومهم وعاداتهم، وصنائع أشخاصهم، وأنسابهم ووفَيَاتهم، إلى غير ذلك. وموضوعه أحوال الأشخاص الماضية من الأنبياء والأولياء والعلماء والحكماء والملوك والشعراء وغيرهم. والغرض منه الوقوف على الأحوال الماضية. وفائدته العِبرة بتلك الأحوال والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن؛ ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار، ويستجلب نظائرها من المنافع. وهذا العلم عمر آخر للناظرين، والانتفاع في مصره بمنافع تحصل للمسافرين”.
    علم التاريخ الإسلامي وتدوينه
    أما علم التاريخ الإسلامي فقد اتَّصف بالأصالة والاستقلال؛ لنشوئه من داخل المجتمع الإسلامي تلبية لحاجات هذا المجتمع وأغراضه، ولم يكن التاريخ الإسلامي ظلاًّ لما عند الآخرين أو اقتباسًا لأعمالهم التاريخية وأفكارهم عنه. كما كان تلبية لشعور المؤرِّخِينَ الديني، ومُتَمِّمًا للعلوم الدينية، وكان التقويم الهجري الأساس الذي اتَّخذه التاريخ الإسلامي في تسجيل أحداثه وتحديد أزمانه.

    المصدر

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.